« أتمنى عندما يرحل كل أصدقاء بوتفليقة، أن تعيش الجزائر بالألوان ».. تلك عبارة تفوهت بها الطفلة لويزة في تجمع الآلاف من أفراد الجالية الجزائرية بساحة الجمهورية بباريس في الحلقة الـ 11 منذ شهرين من بداية الحراك الشعبي في الجزائر ومساندته في الخارج من طرف المغتربين بباريس كما في مختلف كبريات المدن الفرنسية والأوروبية وكذا الأمريكية.
وأعطيت الكلمة للطفلة لويزة كفأل البراءة قبل أن يفسح منظمو تجمعات ساحة « لاريبيبليك » الحاملين لتسمية مجموعة « لنحرر الجزائر » المجال أمام أفراد الجالية الجزائرية لتحرير كلماتهم والتعبير عن آرائهم بكل حرية.
واستهل ثلاثة من المنظمين النقاش على الهواء الطلق من أجل تشجيع المحتشدين على المشاركة والصعود إلى المنصة وأخذ الميكروفون ليدلي كل واحد بدلوه، كان أولهم بعد الطفلة لويزة، بوخالفة المنتسب لإحدى المنظمات المنضوية تحت مجموعة « لنحرر الجزائر » المنظمة للتجمع رقم 11، حيث دعا الأخير المعتصمين في ساحة « لاريبيبليك » إلى ضرورة مواصلة التعبئة والتمسك بالمطالب نفسها وأن يكونوا فاعلين في هذه المرحلة الإنتقالية، وضم إليه عضو حزب « جيل جديد » أوروبا، فاتح بن دالي، قائلا « فشل النظام في كل شيء عبر كافة الأصعدة في الجزائر، لكنه نجح في شيء وحيد فقط، وهو توحيد الشعب الجزائري كرجل واحد شاوي، عربي، قبائلي، ميزاب، تارقي.. بصوت موحد يرغب في تنفس الحرية بكل ديمقراطية ».
الثبات على دستور حراك 22 فيفري
وجاء دور أفراد الجالية الجزائرية واحداً تلو الآخر للصعود إلى المنصة بساحة الجمهورية، وعبر كلهم عن تضامنهم مع الحراك الشعبي المستمر منذ مسيرة 22 فيفري داخل الوطن للمطالبة بالتغيير، ورحيل كل رموز النظام البوتفليقي المتبقي والتنديد بالحكم العسكري »، فيما أخذ أحدهم الكلمة قائلا « يجب الثبات على النقاط الثلاث التي أنجبها دستور حراك 22 فيفري الأخير الذي تقول فيه المادة الأولى « يتنحاو قاع »، ثم الثانية « البلاد، بلادنا و نديرو راينا » وثالثا « قلنا، النظام ديقاج » وهي العبارات التي رددها كل المتجمعين بساحة الجمهورية بصوت واحد، رجالا و نساء و أطفالا وتفاعلوا معها تحت زغاريد حرائر الجزائر بباريس. وأكد آخر بأن « الجزائريين لن يسمحوا بأن يحكمهم عسكري ولو كان ذلك على جثثهم.. بدأ الفيلم و بدأت التصفيات. دعوتي للشعب الجزائري عبر 48 ولاية.. لا تتراجعوا ولا تفشلوا واصمدوا فإنها ثورة شبيهة بثورة أول نوفمبر.
يذكر أن مجموعة « لنحرر الجزائر « المنظمة بصدد التفكير حاليا للإبقاء على التجمعات بالشكل نفسه كل يوم أحد فضلا عن تنظيم موائد إفطار جماعية داخل قاعات أو على الهواء الطلق بساحة الجمهورية بطريقة محكمة حسب الإمكانيات والأجواء المناخية خلال شهر رمضان.
وتجدر الإشارة إلى أن الأجواء ذاتها عرفتها ساحة الجمهورية بتعليق اللافتات والأعلام الوطنية على جدارية تمثال رمز الحرية بفرنسا « ماريان » إلى جانب فضاءات التسلية واللعب المخصصة للأطفال التي دأبت عليها المجموعة المنظمة منذ ثلاثة أسابيع بالإضافة إلى الإبداعات والرسومات التي تتفنن في إنجازها أطفال أعضاء الجالية الجزائرية بباريس.
14حركة وجمعية تشكل مجموعة « لنحرر الجزائر »
للتذكير فإن المجموعة المنظمة لهذه التجمعات منذ 24 فيفري الماضي بباريس ومختلف كبريات المدن الفرنسية، المتكونة من 14 جمعية وحركة حملت تسمية جديدة لمجموعتها « لنحرر الجزائر » ويتعلق الأمر بحركة الفعل من أجل التغيير والديمقراطية في الجزائر « أكدا »،جمعية المكونة الجزائرية في الخارج « ألكاييه »،جمعية « أدرا »،مجموعة « قفي الجزائر »،جبهة القوى الإشتراكية بشمال فرنسا « أفافاس »،جيل جديد أوروبا،الإنسانيون،أصدقاء الأكاديمية البربرية،الإصلاحيون،حركة « إبتكار »،حركة من أجل الشباب و التغيير « أم جي سي »،منظمة التصدي الدولي،الإتحاد من أجل التغيير و الإصلاح بفرنسا « او سي بي « ،إتخاذ الطلبة الجزائريين بفرنسا « أو إي يا ف »
نوال ثابت